أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور إسلكو ولد أحمد إزيد بيه اليوم الاثنين أمام المشاركين في المنتدى الإقليمي الثاني لإتحاد البحر الأبيض المتوسط المنظم في مدينة برشلونة تحت شعار: “الشباب في خدمة الاستقرار والتنمية” الجهود الكبيرة التي بذلها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز،من أجل التوصل لتسوية سلمية للأزمة الغامبية والتي بدونها كان البلد سيتحول إلى بؤرة إضافية للعنف والتطرف في إفريقيا الغربية وهى المنطقة التي كانت بؤرا للتوتر والعنف.
وأبرز أن الإستراتيجية متعددة الأبعاد الموجه للشباب من طرف الحكومة الموريتانية برعاية صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تهتم بتحديث أدوات الدفاع والأمن لمواجهة الإرهاب والتطرف وتوفير فرص لإشراك الشباب في تسيير الشؤون العمومية عن طريق حوار دائم معهم وترقية الحريات الفردية والجماعية.
وهذا نص الخطاب :
صاحبة السعادة الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي افريدريك موغريني
صاحب السعادة وزير الشؤون الخارجية للمملكة الهاشمية الأردنية أيمان الصفدى
صاحب السعادة السيد آلفنسو ماريا دازتيز وزير الشؤون الخارجية والتعاون في المملكة الإسبانية
أصحاب السعادة
السيدات والسادة الوزراء
السيد الأمين العام لإتحاد البحر الأبيض المتوسط
السادة والسيدات السفراء
أيها الوفود الأفاضل والمشاركون والمدعوون
أيتها السيدات والسادة
أود أن أشكر رئاسة اتحاد البحر الأبيض المتوسط على هذه المبادرة التي ستسمح مخرجاتها بدفع أجندة منظمتنا
إن شعار حوارنا ” البحر الأبيض المتوسط والعمل”، “الشباب في خدمة الاستقرار والتنمية” يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لأمن المجال المتوسطي بل أكثر من ذلك.
إن ترقية الشباب تتطلب وجود محيط ينعم بالسلام والأمن لتتسنى له المشاركة في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ووعيا منها لهذه الرهانات فإن الحكومة الموريتانية بقيادة صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز قد وضعت إستراتيجية متعددة الأبعاد لصالح الشباب في البلد.
وتتمحور هذه الإستراتيجية من بين أمور أخرى في:
– تحديث آلياتنا للدفاع والأمن لمواجهة الإرهاب والتطرف بصورة فعالة
– توفير فرص لإشراك الشباب في تسيير الشؤون العمومية وفى المجال السياسي عن طريق حوار دائم مع الشباب
– ترقية الحريات الفردية والجماعية فموريتانيا تحتل منذ 4 سنوات المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي في مجال حرية الصحافة والتعبير
– التحسيس والتهذيب والحوار الفكري للقضاء على المنابع الأيديولوجية للتطرف والإرهاب حيث تم امتداح التجربة الموريتانية من طرف الشركاء
– كفاح حازم ضد الفساد
– دبلوماسية نشطة في خدمة السلام والأمن الإقليمي وهو ما تجسد مؤخرا في الجهود المضنية التي بذلها رئيس الجمهورية والتي أفضت إلى تسوية سلمية للأزمة الغامبية
وبدون هذه الجهود التي جاءت بعد وساطات عديدة دون جدوى تتحول غامبيا إلى بؤرة إضافية للعنف والتطرف في إفريقيا الغربية وهى المنطقة التي شهدت توترات عديدة
و يجدر التذكير أن أي إخلال ببنود الاتفاق الذي توصل إليه في غامبيا بقيادة الرئيسين الموريتاني والغيني من أي طرف كان من شأنه خلق ” صومال” جديدة في إفريقيا الغربية
وفى مجال آخر فإن الحكومة الموريتانية تعمل بالتنسيق مع أعضاء اللجنة رفيعة المستوى حول الأزمة الليبية لإنهاء الأزمة.
إن إنشاء مجموعة الساحل عام 2004 في نواكشوط قد سمح بدفع التعاون شبه الإقليمي في مجال الأمن والدفاع.
أيتها السيدات والسادة
إن أكبر خدمة يمكن أن نقدمها اليوم للشباب هو إشراكه بصورة فعالة عن طريق الإسهام الحقيقي والنشط في مسار النشاط الأقتصادى والإجتماعى وفى هذا الإطار يدخل إنشاء مجلس أعلى للشباب كمؤسسة من الشباب إلى الشباب تطمح للسماح للشباب بأن يكونوا فاعلين في الحاضر للمساهمة في البناء بدل البقاء متفرجين ينتظرون من السلطات العمومية وعودا في المستقبل يضاف إلى ذلك تأكيد الدولة لحق الشباب في التمثيل على المستوى الوطني والجهوي والدولي في مجال القرارات إذ أن إنشاء هذه الهيأة يهدف إلى منحهم حق النظر في جهود السلطات العمومية.
فرسالة رئيس الجمهورية للشباب هو أن المستقبل بأيديكم، وفي هذا الإطار أعدت الحكومة إستراتيجية فعالة تأخذ في الاعتبار اهتمامات الشباب كما أعدت ميكانيزمات تسمح لهم بالقيام بنشاطات مدرة للدخل.
كما تجدر الإشارة إلى المبادرات العديدة التي من شأنها فتح آفاق عديدة وواعدة أمام الشباب تسمح لهم بالولوج إلى مراكز القرار وإلى كافة مستويات الحياة النشطة.
وفي المحصلة فإن الأولوية لمراكز اهتمامات الشباب في إطار توجيهات حكومة بلادي الشيء الذي يعبر عن سياسة تطوعية تهدف إلى استنهاض جهود الشباب و جعلهم يحسون بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم لكي يغتنموا فرص التشغيل والإبداع التي يتيحها مناخ الأمن والحرية.
ومن هذا المنطلق فإننا نعلق آمالا كبيرة على تجربة المنتدى الإقليمي لاتحاد البحر المتوسط الذي له خبرة متخصصة في المجالات الحيوية مثل المياه والطاقة الذين يحتلان مكانة مهمة في الاقتصاد الموريتاني.
علينا التفكير في طريقة لخلق فرص تشغيل لتحقيق تطلعات الشباب في ميادين محددة بوضوح في خارطة طريق منتدى الاتحاد من أجل المتوسط وسبل مواجهة التحديات التي تهدد دون تمييز استقرار بلداننا.
وفي نفس الإطار سيتم التركيز في اللقاء المرتقب لمجموعة 5 زائد 5 على التكوين المهني للشباب وكيفية حصولهم على كفاءات مهنية تسمح لهم بمزاولة العديد من المهن في ظل النمو الاقتصادي المطرد.
وسيتم أيضا تنظيم منتدى للشباب في موريتانيا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول الساحل الخمس سيتم خلاله دراسة إمكانية إشراك الشباب بطريقة فعلية في التنمية المستدامة.