ان تفتح عينيك مع إشراقة صباح جديد، وترى الأفق الممتد المستيقظ جميلا أخاذا ، والفضاء من حولك نقيا خلابا والمحيط الدائر بك نظيفا سيعطيك كل ذلك راحة وطمأنينة و طاقة رائعة لا تستطيع مهما أوتيت من ملكات الخطاب التعبير عنها، وسيمدك بإحساس جميل يسهم في خلق جو من السعادة والراحة تحتاجه يوميا كما نحتاجه نحن تلك سنة من سنن هذه الحياة لا تتغير ولا تتبدل وهي أن يكون للنظافة دور كبير في إضفاء الجمال على الواقع وانعكاس ذلك إيجابيا على النفوس والعواطف والعقول لكن للأسف الشديد دعونا نكن واقعين وننظر للموضوع من زاوية موضوعية بحتة في أوساط مجتمعنا ،
فما زال أغلبنا يتعامل مع المدينة ذات الطابع الخاص، كما كان يتعامل الأجداد مع محيط بدوي متحرك سينتقلون عنه بعد أيام قليلة انتجاعا للغيث والكلإ والماء في صحراء مترامية الأطراف ، فتمثل تلك الحياة المتحركة في واقع مدني مغاير تماما أثر سلبا على سلوك البعض منا ،
فلا يجد حرجا ولا مشكلة من رمي القمامة والأوساخ أمام المنزل بكل فوضوية ، وفي الشوارع العامة بغض النظر عن إيذاء الجيران أو تلويث الجو العام وعرقلة الحركة بينما كان من المفترض أن يلتزم الكل بوضع الأوساخ والقمامات في مكانها المحددة الذي خصصتها لها الجهات المعنية صحيح أن على السلطات المختصة والبلديات مسؤولية كبرى في هذا الصدد لكن ذلك لايلغي الدور الأبرز للمواطن فبالمحافظة على نظافة أجسامنا وملابسنا خاصة ونحن في مواقع الاختلاط والعمل والدراسة نعطي صورة إيجابية ونترك بيئة الدراسة أو العمل مريحة وملائمة..
آن للبعض أن يتخلى عن ذلك الإهمال الذي يحصد الآخرون نتاجه انزعاجا وضيقا وتأففا والشيء نفسه بالنسبة للاهتمام بنظافة البيوت والمنازل ولاعتناء بها فحري بمجتمع مسلم من شعاراته إن الله جميل يحب الجمال ويقدر الطهارة ويعتبرها جزءا من تشريعاته أن يعي ذلك وينعكس على سلوكه وتصرفاته في المظهر الخارجي وفي المنزل وفي الطرقات علاوة على انعكاس ذلك على الصحة الجسمية والمعنوية لم يعد مقبولا أن تظل النظافة غائبة عن ثقافتنا وعن سلوكنا .. آن لنا أن نجعلها ثقافة نمارسها يوميا ونربي عليها الأجيال المقبلة.