ظل مشروع تزويد مدن وقرى الناحية الشرقية من البلاد بالمياه الصالحة للشرب من بحيرة اظهر حلما يراود السلطات الموريتانية وسكان المناطق المستفيدة منذ نشأة الدولة لما تتميز به هذه المناطق من أهمية بالغة تتمثل في الكثافة السكانية والثروة الحيوانية الكبيرة والمتنوعة بالإضافة إلى مناطق شاسعة قابلة للزراعة.
ويتألف مشروع بحيرة اظهرـ الذي يعد مصدر فخر واعتزاز لكل موريتاني ـ من جزأين رئيسيين، شمالي يضم مكونتين هما محطة “الدرويش” ومحطة “أمراح البل” المخصصتين لتزويد مدينتي النعمة وتنبدغه وعدد من القرى الواقعة بين المدينتين، وآخر شرقي يستهدف تزويد بلدة” بوقل” ومدن باسكنو وعدل بكرو وآمرج.
وتتميز منطقة اظهر بوعورة التضاريس و وجود الكثبان الرملية عالية القمم مما استدعى انطلاق مسارالأنبوب عبر قمة آخر كثيب رملي ثابت في اتجاه الجنوب ليواصل مساره نحو الشرق في منطقة رملية تتطلب شق طريق لتمكين الشاحنات والآليات وفرق الصيانة من التحرك عبرها عند تنفيذ المهام.
وينفذ المشروع انطلاقا من بحيرة اظهر على ثلاثة مراحل، أولاها حفر (24) بئرا موزعة بين حقلي” بوقل” و”الدرويش” بطاقة انتاجية تقدر ب (56) ألف متر مكعب لليوم، وتتعلق الثانية بإقامة شبكات النقل والتوزيع وانشاء الخزانات ومحطات الضخ، في حين تعنى الثالة بربط مدينتي لعيون وجيكني عبر الأنابيب انطلاقا من محطتي”الدرويش” و”امراح البل”.
وتشكل المحطة الثانية للضخ “امراح البل” قاعدة تنفيذ المقطع الأعلى من شبكة جلب المياه التي يتجاوز طولها مائة وعشرة كلمترات وتصل بين محطة “الدرويش” والخزان الرئيسي “رأس اظهر” بسعة خمسة آلاف متر مكعب، وقد انطلقت الأشغال بهذه النقطة في آخر شهر نوفمبر 2014 بعد وصول الدفعة الأولى من الأنابيب في الإتجاهين الشرقي والغربي.
وتولي السلطات العمومية أهمية خاصة لهذا المشروع الحيوي وتسهر على متابعة تقدم الأشغال فيه بشكل يومي حيث كان مؤخرا موضع زيارة تفقد واطلاع من قبل وزير المياه والصرف الصحي، باشر خلالها سير العمل الجاري لربط أنابيب شبكة المياه داخل مدينة النعمة وزار الخزان الرئيسي قرب المدينة الذي تبلغ سعته خمسة (5) آلاف متر مكعب والذي ينتظر منه تزويد مدينتي النعمة وتنبدغة والقرى الواقعة بينهما بالماء الشروب.
ويقول رئيس بعثة مراقبة اشغال مشروع اظهر المهندس محمد الهاشمي إن المشروع يستهدف تغطية الحوضين بالمياه الصالحة للشرب، مما سيمكن من حل معضل العطش في الآجال القريبة ويساهم في خلق ظروف طبيعية مشجعة للاستثمار في المجالات الحيوية ذات الصلة بالأبعاد التنموية كزراعة الخضروات وسقي المواشي.
وبالنسبة للخصائص الفنية للمشروع قال الهاشمي: ” تحتوي كل محطة على خزان تجميع ومنشأة لأداة الضخ تضم اربع مضخات مع انابيبها وصماماتها و وصلاتها الى جانب مضخة احتياطية وقاعة لمنظومات التحكم والتشغيل ومحطة انتاج كهربائية تضم ثلاثة وحدات للطاقة ، تقدر طاقة الواحدة منها ب 880 فولت آمبير ومنزلا لأقامة المهندسين والفنين المشرفين على العمل، وخزان للمحروقات بسعة 20 الف لتر لكل محطة مع توفير منزل لفرق الصيانة ومخازن لقطع الغيار”.
واشار إلى أن المشروع يضم العديد من المحطات والتجهيزات الأساسية ، حيث تتوفر محطته الأولى على محول كهربائي لتزويد الأبار العميقة بالضغط العالي بطاقة تصل حدود 630 كيلو فولت آمبير إضافة إلى انجاز انبوب ضخ قطره 500 ملم بقوة كيلوغرام في السنتيمتر المربع وبطول يصل حدود 110،8 كلم لخزان التجمع الرئيسي.
واضاف ان خط الأنابيب يشمل 434 بيت تهوية للحماية وبيوت للتفريغ وخزان سعته خمسة آلاف متر مكعب دائري الشكل مغطى بقبة وبيوت التزويد والتفريغ وتجهيزات التحكم بما في ذلك منظومة التحكم عن بعد في الصمامات.
ونبه مسؤول المشروع الى ان هذه المنشآت تقع داخل سياج للحماية وتشكل خطا مشتركا للأنابيب التي تزود مدينة عدل بكرو في اتجاه الجنوب وتنبدغه في اتجاه الغرب بطول 12 كلم و بقوة ثلاثين كلغ في السنتمتر المربع وبسعة خمسمائة ملم وبطاقة يومية تصل إلى أكثر من خمسة عشر ألف متر مكعب.
وأوضح ان المحور الشمالي لشبكة اظهر سيوفر فائضا إنتاجيا قدره 6500 مترا مكعبا في اليوم، وسيوجه لتزويد مدينتي لعيون وجيكني والقرى الواقعة على مسار الأنابيب، على أن يشرع في تنفيذ هذا الجزء من المشروع فور الإنتهاء من الجزء الأول.
و ا م